يا منـ تبحـثـ عـنـ النجـاحـ ... اليـكـ القيـود فتمسكـ بها ...القيـد الأولـ ..

الحمد لله الذي شرع لعباده نسك الطواف والصلاة والسلام علي خير من حج وطاف وعلي آله وأصحابه الطيبين الأشراف .. خير من صلي وصام وأوتر بالليل والناس نيام وأقام دولة الإسلام وحطم دولة الأصنام .. والحمد لله علي الإيمان والحمد لله علي نعمة الأوطان والحمد لله علي الصحة في الأبدان والحمد لله علي أن جمعنا أحبة وإخوان.

الحمد لك لا ند لك من عالم الذر الخفي إلي الفلك.. ما سار وطار فيه أو سلك.. ما كان انس وجن أو ملك.. من عاش في الدنيا مديدا أو هلك.. وكان في الدنيا وضيعا أو ملك.. الكل قد شهدوا أن الحمد لك والشكر لك..

أطرح عليكم هذا الموضوع الهام والذي أسأل الله لنا ولكم فيه الخير والفلاح والتوفيق والنجاح موضوعنا اليوم هو الفيصل بين الناجحين والفاشلين وهو السر الذي وضع الفرق بين البشر بعد توفيق الله عز وجل فمن المؤكد أنك تنشد الأمل وتسعي إلي الصعود فكسر كل القيود موضوعنا عن محبوب غائب ومطلوب هارب يبحث عنه كل مجتهد عامل وأكتفي أثرة كل طموح آمل حتى ظفر به العظماء وعجز عنه القانعون الجبناء موضوعنا هو سر الارتقاء وبلسم العناء هو أقصر طريق لتحقيق الذات أقدمه لكل شاب حائر ليس له غاية أو شيخ يائس ينتظر النهاية لن نتحدث عن أسراره ومبادئه ولا عن مفاتحه أو منافعه موضوعنا عن قيود النجاح العشرة تلك التي كبلت الفاشل فحبسته في زنزانة الخذلان وتقلص منها الناجح فبلغ بمثابرته بر الأمان والتي من شأن القيد الواحد منها أن يكبل المرء فيشل حركته تماما ويمنعه من السير ويقعد به حتى ينقطع أثره ويغيب ذكره فيصبح نسيا منسيا ولعلنا نطل عليها وإياكم إطلاله ثم نسهب الحديث عنها بإطاله وهذه القيود هي :-
(1) غياب الهدف
(2) المعتقدات السلبية
(3) الظروف
(4) الوقت
(5) المثبطون
(6) أماني بلا تفاني
(7) التشاؤم وفقد الأمل
( المقارنات
(9) طلب الكمال
(10) التسويف والمماطلة
<< ولعلنا نستهل الحديث بأول هذه القيود >>

(1) = غياب الهدف =

هل تمر عليك ليال وأيام وأسابيع وشهور وأنت كما هو أنت هل نظرت إلي نفسك قبل سنه ونظرت لها الآن ؟ ما الذي تغير ؟ هل تغيرت ؟ أو تحسنت ؟ أم أنني تأخرت وتدهورت ؟ لماذا أخي الأصغر قد تجاوزني وصديقي الأقرب قد فاقني ؟ لماذا تقدم الناس وأنا حيث أنا الطريق نفسه امشي عليه والعمل نفسه أقوم به والروتين نفسه أتجرعه كل يوم والأصحاب نفسهم التقي بهم والمواضيع نفسها اسمعها منهم حتى أصبحت حياتي نسخه مكررة يومها كأمسها وغدها كيومها .. انه غياب الهدف ذلك القيد الذي كبل الكثير من الناس حيث أقعدهم وكبلهم وجعلهم يسيرون بلا اتجاه محدد ويدورون في حلقه مفردة وقد أرجح العلماء غياب الهدف إلي خمسه أسباب :-
أولا : أن جزء من الناس غير مقتنع أساسا بأهمية تحديد الهدف
ثانيا : عدم معرفتهم الطرق الصحيحة لتحديد الهدف
ثالثا : قله تقدير الذات
رابعا : الخوف من الفشل
خامسا : اعتقاد البعض أن التخطيط وتحديد الأهداف يفقد الحياة عفويتها وتعيشه بطريقه آلية تسيره الخطط وتحد مرونتها الجداول والأجندة
وفي دراسة أجريت في جامعه ين الأمريكية عام 1953م علي عدد من الخريجين حيث سألوا سؤال واحد بعد تخرجهم من منكم لديه أهداف واضحة ومحددة فأجاب ثلاثة في المائة فقط أن لديهم أهداف واضحة ومحددة وأما الباقون فلم يحددوا أهدافهم وبعد عشرين سنه تم تفحص حياتهم فوجدوا أن الثلاثة قي المائة الذين حددوا أهدافهم هم أكثر سعادة ونجاحا ويملكون ثروة تعادل أضعاف ما يملك الباقون مجتمعون.. نعم أنها الأهداف.. إن الناس في تحديدهم للأهداف صنفوا إلي ثلاثة أصناف.. رجل حدد هدفه وعزم أمره وتوكل علي ربه فوصل.. ورجل حدد هدفه وتكاسل في طلبه ولم يصبر فوقع.. ورجل لم يحدد هدفه ففقد وجهته وتاه في طريقه حتى هلك.. فأيهم أنت ؟ يقول الله عز وجل }} أفمن يمشي مكبا علي وجهه اهدي أم من يمشي سويا علي صراط مستقيم {{ يقول بن كثير أن يمشي منحنيا لا مستويا علي وجهه لا يدري أين يسلك لا كيف يذهب بل تائه حائر ضال أهذا أهدي أم من يمشي منتصبا القامة علي طريق واضح بين وقد أثبتت الدراسات أن من لا هدف له تكثر لديه الأمراض النفسية والتعاسة والقلق والتوتر العصبي تأمل حال الكثيرين من حولك الكثير غير راض عن يومه وغير سعيد في عمله الكثير يشعر بالملل .. سبحان الله رغم كل الملهيات التي تحيط بنا والمسليات التي نمتلكها والنعم التي من بين أيدينا ومن خلفنا ولله الحمد من قبل ومن بعد هذه الألفاظ الدراجة التي نسمعها بين حين وحين ما هي إلا تعبير غير مباشر عن غياب الهدف فالإنسان بلا هدف سماوي وطموح أرضي يفقد غايته من الوجود تصبح حياته عبثا وعشوائية فارعه مملة لا يهتم متى يصحو ولا أين يذهب ولا كيف يتصرف فلا لوحات ترشده ولا قوانين تسيره ولا معايير تدفعه .. إن الحياة تيار جارف فإذا كنت لا تعرف أين ستذهب فقد سلمت نفسك لذلك التيار وتتقاذفك الهموم وتتلاعب بك أمواج الملل فالهدف هو كلمه السر في حياة المسلم الايجابي إن الذين يستمتعون بالحياة ويشعرون بقيمه الوقت هم أولئك الذين لديهم أهداف يسعون ورائها أما الذين يشكون بطئ الساعة وتقاتل الوقت هم أولئك التائهون الذين يعيشون بلا غاية.. فقد اثبت عالم النفس الأمريكي الشهير ماكسويل أن الإنسان يشبه الدراجة إن لم يسر إلي الأمام باتجاه مقصود إلا فانه سيترنح ويسقط وأثبتت دراسة كويتيه أن أعدادا كثيرة من الناس تموت أو تصاب بإمراض نفسيه أو عضويه بعد سن التقاعد لا لتقدم العمر بل بسبب فقدان الهدف فالإنسان يستمتع عند صعود الجبل حتى يصل لقمته فإذا بلغها فهو أمام خيارين إما أن يبحث عن قمة أخري ويستمتع في صعودها أو ينزل ويهبط وينحدر إلي أسفل .. يا من حصلت علي وظيفة مرموقة هل اكتفيت بهذا الانجاز؟ من استكمل بناء بيته أو تزوج فتاه أحلامه أو زوج أبناءة أو أكمل دراسته هل سيبحث عن قمة أخري وهدف آخر أو ترضي بما أنت عليه ؟ وعندها كنت مستعدا لدفع الثمن إن من لا يتقدم يتقادم يقول الله عز وجل }} لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر {{ لا ثبات أو بقاء إما أن تخطو إلي الأمام أو ترجع إلي الخلف.. يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إن لي نفس تواقة تاقت إلي فاطمة فتزوجتها وإلي الإمارة فنلتها وإلي الخلافة فتوليتها والآن طاقت نفسي إلي الجنة.. ينتقل من قمة إلي أخري ومن هدف إلي هدف أسمي هذه هي الحياة التي تستحق أن تعاش حدد هدفك واستمتع بحياتك وعالج أفه الملل بالجد والطموح والعمل حدد هدفك وتوكل علي ربك وأعمل بجهد وجد فان الكسل والفراغ يفسد.. الطائرة في الجو قد تتعرض للخطر عن هبوطها أو عند إقلاعها أو عند تحليقها ولكنها إذا توقفت في مدرجها فإنها لا محالة ستتعرض لخطر التآكل والصدأ والبطالة أشد فتكا وربي من الصدأ حدد هدفك وارسم طموحك فالمرء عندما يحدد هدفا يملأ عقله ويسكن قلبه ويشغل وقته ويصبح إنسانا مختلفا من نسج نفسه يعيش بين الناس ولكن له أرضا خاصة به يري فيها ما لم يروه طموحه وأحلامه وفرصه وآماله في وقت أعمي الكسل أعين الناس من حوله حدد هدفك فلولا القمة ما صعدنا الجبل.. ولولا الجنة لتركنا العمل.. ولولا رحمه الله لفقدنا الأمل.. أخي الحبيب أختي الحبيبة هل سألت نفسك ماذا أريد أن أكون بعد 10 سنوات من الآن.. أمد الله في أعمارنا علي طاعته..هل تساءلت؟ هل تأملت؟ بعد عمر مديد ماذا تريد أن يقال عنك؟ كان رحمه الله ماذا؟ رجلا.. كان مؤثرا.. كانت تقيه.. كانت رائعة.. ماذا تريد أن يقال عنك بل إذا كتبت نعيا عن نفسك ماذا ستكتب عنها؟ سؤال تبدأ إجابته من الآن فما عليه أنت الآن هو نتيجة لم كنت عليه في الماضي وما ستكون عليه في المستقبل يتحدد بشكل كبير علي ما أنت عليه الآن حدد أهداف لك في علاقتك مع الله وأهداف لك في أسرتك وأهداف لك في عملك وأهداف في علاقتك الاجتماعية وأهداف في ثقافتك وجسدك وصحتك وأصدقاءك حدد أهدافك واسعي لتحقيقها وعندها ستجد أن الدنيا لها طعم آخر وأن الحياة من اجل هدف حياة تستحق أن تعاش وكن كما يجب أن يكون عليه كل عظيم يعرف قدر نفسه حدد هدفك من الآن قبل فوات الأوان..
اللهم أني بلغت ... اللهم فاشهد..
وللحديث بقيه مادام في العمر بقيه،،،